الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال قدره ويبلغني رضاه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله، وبعد:
فنحن نعرف أشياء كثيرة عن أنفسنا والعالم والآخرين. والمعرفة حالة عقلية تضعنا في اتصال إدراكي مع موضوع معين. وهنا ندرك الملمح الأول للمعرفة:
(1) المعرفة علاقة بين طرفين: أحدهما الذات العارفة، والآخر موضوع المعرفة.
وعندما نقول إن المعرفة علاقة، يجب أن نؤكد أنها علاقة تقوم على التفكير وليس مجرد الإحساس أو الانفعال. وهنا يظهر الملمح الثاني:
(2) المعرفة علاقة إدراكية تدل على أن الذات العارفة تفكر في موضوع المعرفة ولا تحس به فقط.
وعندما تفكر الذات في موضوع ما، فهي إما أن تصدق به (الاعتقاد)، أو تنكره (رفض الاعتقاد)، أو تتوقف عن الحكم (الإمساك عن الاعتقاد). وعندما تصدق الذات بشيء، فإنها تعتقد به على اعتبار أن الاعتقاد تفكير مع تصديق. وعندما تفكر بتصديق، فهذا يعني أن هناك موضوعا للفكر تصدق به